للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"يروى المناكير عن المشاهير، وكان ينتقص على بن أبي طالب، تركه يحيى القطان وغيره".

قلت: وبلغ من غفلته أن أبا بكر بن عياش قال: "حدَّث الأحوص بن حكيم بحديث. قال: فقلت: عن النبي عليه السلام! فقال: أو ليس الحديث كله عن النبى عليه السلام؟ ". رواها العقيلى فى "الضعفاء الكبير" (١/ ١٢٠) -واللفظ له- وابن عدى (١/ ٤٠٥) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن أبي بكر. وإسنادها صحيح جليل.

وهى تذكرنى يقول أبان بن أبي عياش -وهو أسوأ حالًا من الأحوص هذا-: "وهل يروى أنس إلا عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم؟ " والحديث أورده الغزالى فى "الإِحياء" بلفظ: "من آخى أخًا فى الله رفعه الله درجة فى الجنة لا ينالها بشئ من عمله" فذكره العراقى باللفظ المتقدم وقال: "وإسناده ضعيف" وتوهم المناوى أن ابن أبي الدنيا رواه باللفظين -من طريقين مختلفين- فقال (٥/ ٤١٢): "ويعضده خبر ابن أبي الدينا أيضًا ... " فذكر لفظ: "الإِحياء" فلو كان اللفظان عنده لتبين ذلك فى تخريج العراقى إن شاء الله، فإنه لم يعزه إليه إلا بلفظ الترجمة. وقال العلامة الألبانى حفظه الله فى "ضعيف الجامع" (٥/ ٧٨): "ضعيف جدًا".

الثانية: عند أبي الشيخ -كما فى "كنز العمال" (٩/ ١٨) -من طريق محمد ابن حميد الرازى عن الحكم بن بشير عن عمرو بن قيس الملائى عن أبي سلمة اللوذانى عن أنس ولفظه: "أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من أحدث أخًا فى الله عز وجل رفعه الله عز وجل بها درجة فى الجنة، وما تواد رجلان فى الله عز وجل إلا كان أفضلهما منزلة عند الله عز وجل أشدهما حبًا لأخيه حتى يحدث أحدهما، وأشرهما الذى يحدث". كما فى "الجرح والتعديل" (٩/ ٣٨٤) - فى ترجمة أبي سلمة هذا.

وهذا إسناد ضعيف جدًا أيضًا فيه ثلاث علل:

الأولى: شدة ضعف محمد بن حميد الرازى فإنه متهم -مع اتصافه بالحفظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>