للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية: جهالة أبي سلمة اللوذانى هذا، إذ لم أجد له ترجمة إلا في "الجرح" و "الاستغناء" للحافظ ابن عبد البر رحمه الله (٢٣٨٦). وقال ابن أبي حاتم: "روى عنه عمرو بن قيس الملائى" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

الثالثة: الانقطاع -على تردد في ذلك- فقد ختم ابن أبي حاتم الترجمة بقوله: "قال أبو عبد الله: لم يسمع أبو سلمة من أنس". وأبو عبد الله هو محمد بن حميد كما قال ابن عبد البر والمعلمى في "حاشية الجرح". ولا أدرى ما حجته في ذلك، فإن عمرو بن قيس من السادسة، مات سنة بضع وأربعين كما في "التقريب" (٥١٠٠)، فإدراك شيخه لأنس محتمل جدًا. على أن ابن حميد متهم كما قدمنا.

أما سائر الحديث (٦٨) فمروى من طريق ثابت عن أنس - وفيه اختلاف على ثابت لا مجال لذكره الآن - ومن طريق أبي الدرداء مرفوعًا عند الطبراني في "الأوسط".

ورواه محمد بن البراء العبدى في "كتاب الروضة" كما في "كتاب المتحابين في الله" (٢٣) لابن قدامة المقدسى رحمه الله، ورجاله ثقات. ولعلى أتعرض له في موضع آخر إن شاء الله.

وختاما (فالصواب) أن حديث الترجمة من قول الحسن البصرى رحمه الله (٦٩) كما رواه وكيع في "الزهد" (٣٣٠) عن المسعودى عن زياد الأصفر قال: أراه عن الحسن قال: "من أفاد أخًا في الله، رفعه الله بها درجة". وإسناده حسن كما قال محقق "الزهد".

وسماع وكيع من السعودى نص الإِمام أحمد على أنه كان قبل اختلاطه كما في "التهذيب" (٦/ ٢١٠) وغيره. والله أعلم.


(٦٨) حاشا قوله: "حتى يحدث أحدهما ... " الخ.
(٦٩) فكم من حديث يرويه الضعفاء والمتروكون عن أنس مرفوعًا، ويكون صوابه عن الحسن من قوله أو من مرسله.

<<  <  ج: ص:  >  >>