للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسقانا فأروانا، وكل الإِحسان آتانا" (٢٦).

قال عمرو: فكتبه لنا جدى فكنا نتعلمه كما نتعلم السورة من القرآن. وإسناده ضعيف جدًا، ابن أبي الزعيزعة هذا قال البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ٨٨): "منكر الحديث جدًّا". وقال ابن عدى: "منكر الحديث جدًّا لا يكتب حديثه. سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري".

وترجمه ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ٢٨٨, ٢٨٩) مرتين، قال في ثانيهما: "دجال من الدجاجلة، كان يروى الموضوعات". وأورد له الذهبي (٣/ ٥٤٨، ٥٤٩) هذا الحديث من جملة مناكيره. وراجع "البدائل المستحسنة" (١/ ٥١، ٥٢).

(والصحيح) في هذا الدعاء أنَّه من قول عروة بن الزبير - رحمه الله ورضى عن أبيه - بعد الطعام - لا قبله - كما رواه الإِمام مالك رحمه الله في "الموطأ" (٢/ ٩٣٤, ٩٣٥/ ٣٤) وابن أبي شيبة (٨/ ١٢٣، ١٠/ ٣٤٤, ٣٤٥) عن هشام بن عروة عنه أنَّه كان لا يؤتى أبدًا بطعام ولا شراب حتَّى الدواء، فيطعمه أو يشربه إلا قال: الحمد لله الَّذي هدانا وأطعمنا وسقانا ونعمنا الله أكبر. اللهم ألفتنا نعمتك بكل شر، فأصبحنا منها وأمسينا بكل خير نسألك تمامها وشكرها. لا خير إلا خيرك. ولا إله غيرك إله الصالحين. ورب العالمين. الحمد لله ولا إله إلا الله. ما شاء الله ولا قوة إلا بالله. اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار".

وإسناده صحيح غاية. وله طريق أخرى عند أبي الدنيا في "الشكر" (١٦٦) عن حسين الجعفي عن أبي موسى - إسرائيل بن موسى البصري - عنه ورجاله ثقات، فإن صح سماع أبي موسى من عروة فالإِسناد صحيح فإنه محتمل لكن لم أرَ أحدًا ذكر عروة في شيوخه.


(٢٦) سأتعرض لما صح من دعاء بعد الطعام عند حديث: "الحمد لله الَّذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين" من "البدائل" (٣٨) بإذن الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>