للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفى الباب أثر ضعيف أيضًا، وهو ما رواه ابن أبى شيبة (٨/ ١٢٢، ١٠/ ٣٤٣) - واللفظ له - وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (١/ ١٥٣) وعنه أبو نعيم (١/ ٧٠) من طريق الجريرى عن أبي الورد عن ابن أعبد أو: ابن معبد قال: قال على: تدرى ما حق الطعام؟ قلت: وما حقه؟ قال: تقول: بسم الله، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، ثم قال: تدرى ما شكره، قلت: وما شكره؟ قال: تقول: الحمد لله الَّذي أطعمنا وسقانا".

قال الهيثمي في "المجمع" (٥/ ٢٢): "وابن أعبد قال ابن المدينى: ليس بمعروف، وبقية رجاله ثقات".

قلت: لفظ ابن المديني: "ابن أعبد ليس بمعروف، ولا أعرف له غير حديثه (٢٧) عن علي أنَّه قال لفاطمة: ائتى أباك فسليه خادما" كما في "الجرح والتعديل" (٩/ ٣١٦).

وفى هذا الإِسناد علة أخرى، وهي جهالة حال أبى الورد بن ثمامة، فإنى لا أعلم أحدًا وثقه ولا ابن حبان! أما قول ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٧/ ٢٢٦): " ... وكان معروفًا قليل الحديث" (١) فليس صريحًا في التوثيق، ولذلك قال الذهبي في "الكاشف" (٣/ ٣٨٧): "شيخ".

وقال الحافظ (٨٤٣٤): "مقبول". والمراد أن الثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحبه رضوان الله عليهم الاقتصار على: "بسم الله" وحدها في ابتداء الطعام لأدلة ذكرتها في الكتاب المتقدم ذكره، وأزيد عليها ما رواه الإِمام أحمد (٤/ ٦٢, ٣٣٧) والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (١٥٦٢٠) وأبو الشيخ في "الأخلاق" (ص ٢٣٨) عن عبد الرحمن بن جبير أنَّه حَدَّثه رجل خدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثمان سنين أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا قرب إليه طعامه يقول: "بسم الله وإذا فرغ من طعامه قال: "اللهم


(٢٧) يعنى هذا الحديث فإن له زيادة مطولة عند عبد الله بن أحمد. وسؤال الخادم ثابت في (الصحيح) وفى رواية ابن أعبد زيادات ليست في "الصحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>