وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} (الكهف: ٢٢) فرجح -سبحانه وتعالى- أن عدد هؤلاء كانوا سبعة، وأوصى رسوله -عليه الصلاة والسلام- وقال له: فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرًا ولا تستفت فيهم منهم أحدًا؛ لأن معرفة هذا العدد لا فائدة منه، كما يوجه رسوله -صلى الله عليه وسلم- إلى أن يجعل كل شيء مرهونًا بمشيئة الله، فقال:{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا}(الكهف: ٢٣، ٢٤).
ثم بين لنا مدة مكثهم في كهفهم فقال:{وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا}(الكهف: ٢٥) فجمع بين التقدير بالسنين القمرية والسنين الشمسية، ومع ذلك قال:{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}(الكهف: ٢٦).