قبضة فرعون، فلتتجه الدعوة أولًا لفرعون، وليطلب منه موسى أن يترك له بني إسرائيل، يبلغهم رسالة ربه، ولذلك نقرأ في "الأعراف": {وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ}(الأعراف: ١٠٤، ١٠٥).
ونقرأ {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ}(الأعراف: ١٣٤) أي: العذاب الوارد في الآية السابقة من الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم {قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ}(الأعراف: ١٣٤) وفي سورة "طه" يقول الله تعالى لموسى وهارون: {فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى}(طه: ٤٧).
وفي سورة "الشعراء" نقرأ هذا المعنى يقول تعالى: {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}(الشعراء: ١٦، ١٧) وإنما ذكرت ذلك لأبين صدق ما قال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- من أن كل نبي كان يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة.