فعالكما أو ضحك الله -سبحانه وتعالى- مما حدث منكما، وأنزل على رسوله -عليه الصلاة والسلام-: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
أيضًا يروي الإمام مسلم عن أبي هريرة:((أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضافه ضيف -أي: نزل به ضيف- وهو -أي: هذا الضيف- كافر فأمر له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أخرى فشربه ثم أخرى فشربه حتى شرب حلاب سبع شياه، ثم أصبح فأسلم، فأمر له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشاة فشرب حلابها ثم أمر بأخرى فلم يستتمها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الْمُؤْمِنُ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ يَشْرَبُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ)).
فصلوات الله وسلامه على هذا الرسول الكريم الذي نظر إلى حاجة ضيفه إلى ما يكفيه، فجعله يشرب حلاب سبع شياه، ثم في اليوم التالي لما أسلم هذا الضيف جاء له أيضًا بما يكفيه فشرب مرة، ولم يستطع أن يتم الأخرى.
أيضًا مما جاء في السنة المشرفة ما رواه الإمام أحمد قال: حدثني أبو دقانة قال: كنت جالسًا عند عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- فقال:((أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضيف فقال لبلال: آتنا بطعام، فذهب بلال فأبدل صاعين من تمر بصاع من تمر جيد، وكان تمرهم دون فأعجب النبي -صلى الله عليه وسلم- التمر، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: من أين هذا التمر؟ فأخبره أنه أبدل صاعًا بصاعين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: رد علينا تمرنا)).
وفي هذا الحديث بيان لما يكون فيه الربا، وأن الربا إنما يكون بهذه الطريقة في أن يدفع شيئًا، وأن يأخذ أكثر منه، ولكن الصحيح أن يبيع التمر الذي كان معه ليشتري به هذا التمر الجيد، فهذا هو الطريق الذي يريده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكن الشاهد في حديثنا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين أتاهم هذا الضيف قال لبلال:((اتئنا بطعام))،