إلى وضوئه وإلى صلاته، قال: قلت: من الثلاثة الذين يبغضهم الله؟ قال: الفخور المختال، وأنتم تجدون في كتاب الله -عز وجل-: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور}(لقمان: ١٨)، والبخيل المنان، والتاجر والبياع الحلاف؛ أي الذي يُكثر من الحلف".
فهذا الحديث فيه ما ترون من هؤلاء الثلاثة، وهذا الرجل الذي له جار يؤذيه فيصبر على أذاه ويحتسبه حتى يكفيه الله إياه بموت أو حياة.
وما أعظم هذه الأخلاق التي نصحنا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أيضًا، نستطيع أن نتلقط من كنوز السنة المشرفة بعض ما ذكره صاحب (الترغيب والترهيب) في قوله: الترهيب من أذى الجار وما جاء في تأكيد حقه، يذكر لنا عدة أحاديث:
منها عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فلا يؤذِ جاره، ومن كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت))، وفي رواية لمسلم:((ومن كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليحسن إلى جاره)).
ففي هذا الحديث: إكرام الضيف والإحسان إلى الجار من علامات إيمان المؤمن، ومن علامات إيمان المؤمن أن يمنع الأذية عن جيرانه.
وأيضًا عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا ر سول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه)) وبوائقه هي شره، وفي رواية لمسلم:((لا يدخل الجنة من لا يؤمن جاره بوائقه)).