زاده إلى النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث)).
وعن أبي جحيفة -رضي الله عنه- قال:((جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشكو جاره، قال: اطرح متاعك على طريق، فطرحه فجعل الناس يمرون عليه ويلعنونه، فجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، لقيت من الناس، قال: وما لقيت منهم؟ قال: يلعنوني، قال: قد لعنك الله قبل الناس، فقال: إني لا أعود، فجاء الذي شكاه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ارفع متاعك فقد كفيت)).
وأيضًا روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:((جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشكو جاره فقال له: اذهب فاصبر، فأتاه مرتين أو ثلاثًا، فقال: اذهب فاطرح متاعك في الطريق، ففعل؛ فجعل الناس يمرون ويسألونه، فيخبرهم خبر جاره فجعلوا يلعنونه، ففعل الله به وفعل، وبعضهم يدعو عليه، فجاء إليه جاره، فقال: ارجع فإنك لن ترَ مني شيئًا تكرهه))، وهذا بمعنى الحديث السابق.
وروي عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله فليس ذلك بمؤمن، وليس بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه، أتدري ما حق الجار؟ إذا استعانك أعنته، وإذا استقرضك أقرضته، وإذا افتقر عدت عليه، وإذا مرض عدته، وإذا أصابه خير هنأته، وإذا أصابته مصيبة عزّيته، وإذا مات اتبعت جنازته، ولا تستطيل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، ولا تؤذيه بختال ريح قدرك إلا أن تغرف له منها، وإن اشتريت فاكهة فاهدِ له، فإن لم تفعل فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده)).
يقول الإمام الحافظ المنذري: رواه الخرائطي من (مكارم الأخلاق)، قال الحافظ: ولعل قوله: "أتدري ما حق الجار؟ " إلى آخره من كلام الراوي غير