للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْكَرَم، وَقَدْ عُجِنَ مِنْ طِينَة الْحُرِّيَّة، وَنَجَلَهُ أَبٌ كَرِيمٌ، وَغُذِيَ بِلِبَان الْكَرِيم، وَدَرَجَ مِنْ مَهْد السِّيَادَة، وَنَشَأَ فِي حِجْر الْحَسَب.

وَيُقَالُ هُوَ شَرِيف مُقَابَل، وَمُقَابَل وَمُدَابَر، إِذَا كَانَ شَرِيفاً مِنْ قِبَلِ أَبَوَيْهِ، وَهُوَ كَرِيم النَّبْعَتَيْنِ، وَكَرِيم الطَّرَفَيْنِ، وَكَرِيم الأُبُوَّةِ وَالأُمُومَة، وَكَرِيم الْعُمُومَةِ وَالْخُؤُولَة، وَهُوَ مُعَمٌّ مُخْوَل.

وَيُقَالُ فُلان رَجُل نَسِيب، وَنَسِيب حَسِيب، أَي ذُو نَسَبٍ وَحَسَب، وَهُوَ مِنْ أَوْسَطِ بَنِي فُلان نَسَباً أَي مِنْ خِيَارِهِمْ وَأَعْلاهُمْ، وَإِنَّهُ لَمِنْ قَوْم تَوَارَثُوا الْمَجْدَ طِرَافاً، وَعَنْ طِرَاف، أَي عَنْ شَرَف، وَإِنَّهُ لَمُعْرَقٌ فِي الْكَرَمِ، وَمُعْرَقٌ لَهُ فِي الْكَرَمِ، أَي عَرِيق فِيهِ، وَقَدْ تَدَارَكَتْهُ أَعْرَاق صِدْق إِذَا نَزَعَ إِلَى كَرَمِ أَصْلِهِ، وَفِي الْمَثَلِ: " عَلَى أَعْرَاقِهَا تَجْرِي الْجِيَاد ".

وَيُقَالُ فِي ضِدِّهِ هُوَ لَئِيمُ الأَصْلِ، دَنِيء النِّجَار، دَنِسَ الأَعْرَاق، لَئِيم الْمَضْرِب، لَئِيم الْمَنْصِب، خَبِيث الْعُنْصُرِ، خَبِيث الْمَنْبِت، خَسِيس النَّبْعَة، وَهُوَ مِنْ عِرْق سَوْء، وَمِنْ سُلالَة لُؤْم، وَمِنْ نُزَالَة لُؤْم، وَمِن مَنحِت سَوْء، وَإِنَّهُ لَنَشْء