للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُخَبَّآت الصُّدُور، وَقَدْ أُرْسِلَ عَلَيْهِ حِجَاب الْكَتْم.

وَهَذَا خَبَر قَدْ طَوَتْهُ الأَلْسِنَة عَنْ الأَسْمَاعِ، وَطَوَتْهُ الضَّمَائِر عَنْ الأَلْسِنَةِ، وَلَمْ تُلْقِه الضَّمَائِر إِلَى الأَلْسِنَةِ، وَلَمْ يُفَضَّ عَنْهُ خَتْم ضَمِير، وَلَمْ تُنْقَفْ عَنْهُ بَيْضَة ضَمِير، وَلَمْ يَعْلَقْ بِهِ لَفْظ، وَلَمْ يَتَحَرَّكْ بِهِ لِسَان، وَلَمْ تَخْتَلِجْ بِهِ شَفَة.

فَصْلٌ فِي الصِّدْقِ وَالْكَذِبِ

يُقَالُ: إِنَّ فُلاناً لَرَجُل صَادِق، بَرّ، ثِقَة، وَرَجُل صَدُوق، وَصَدْق، وَإِنَّهُ لَصَادِق الْخَبَرِ، صَدُوق الْمَقَالِ، صَحِيح النَّبَإِ، وَقَدْ صَدَقَنِي الْحَدِيث، وَصَدَقَنِي الْخَبَر، وَصَدَقَنِي فِيمَا قَالَ، وَأَخْبَرَنِي الْخَبَر عَلَى حَقِّهِ، وَعَلَى صِدْقِهِ.

وَفُلانٌ مِنْ حَمَلَةِ الصِّدْقِ، وَمِنْ الرُّوَاةِ الصَّادِقِينَ، وَمِمَّنْ عُرِفَ بِالصِّدْقِ، وَاتَّسَمَ بِالصِّدْقِ، وَمِمَّنْ يُعْتَقَدُ قَوْله، وَيُوثَقُ بِخَبَرِهِ، وَلا يُقْدَحُ فِي صِدْقِهِ، وَلا يُتَّهَمُ فِيمَا يَقُولُ، وَإِنَّهُ لَيَتَجَافَى عَنْ قَوْلِ الزُّورِ، وَلا يُلَبِّس الْحَقّ بِالْبَاطِلِ، وَلا يَجْرِي لِسَانُهُ بِغَيْرِ الْحَقِّ، وَإِنَّ لِسَانَهُ لَصُورَة قَلْبِهِ،