للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْمُسْتَمْلَحَةِ، وَتَجَارَزَ الرَّجُلانِ، وَبَيْنَهُمَا مُجَارَزَة، وَهِيَ مُفَاكَهَةٌ تُشْبِهُ السِّبَابَ.

وَتَقُولُ: فُلان يَتَشَفَّى بِالْمُزَاحِ، وَهَذَا هَزْل يَشِفُّعَنْ جِدّ، وَهَزْل يُتَرْجَم عَنْ جِدّ، وَهَذَا مَزْح مُبَطَّن بِالْجِدِّ، وَهَذَا كَلام ظَاهِره هَزْل وَبَاطِنه جِدّ.

وَيُقَالُ: أَخَذَ فُلان مَالِي لاعِباً جَاداً إِذَا أَخَذَهُ عَلَى سَبِيلِ الْهَزْلِ فَصَارَ جِداً وَتَقُولُ: فُلان سَمْج الْمُزَاح، قَبِيح الدُّعَابَةِ، غَلِيظ الْمُفَاكَهَة، فَاحِش الْمُجُون، خَشِن الْمُجَارَزَة، ثَقِيل الرُّوح، غَلِيظ الرُّوحِ، غَلِيظ الطِّبَاعِ، بَعِيد عَنْ مَذْهَبِ أَهْل الظُّرْف.

وَإِنَّهُ لَفَاحِش اللِّسَانِ، قَذِع اللِّسَان، جَامِح اللِّسَان، كَثِير الْخَطَل، كَثِير الْهُرَاء، إِذَا هَزَلَ أَسْرَفَ فِي الْمُزَاحِ، وَبَالَغَ فِي الْعَبَثِ، وَتَعَدَّى الظُّرْف، وَأَسَاءَ الأَدَب، وَهَتَكَ سِتْر الْحِشْمَة، وَأَطْلَقَ لِسَانَهُ فِي الأَعْرَاضِ، وَتَنَاوَلَ الأَحْسَاب، وَخَرَجَ إِلَى السُّخْرِيَةِ، وَالْهُجْر، وَالْمُهَاتَرَة، وَالْمُقَاذَعَة، وَتَجَاوَز إِلَى هَتْكِ الْحُرُمَاتِ، وَالْعَبَثِ بِذَوِي الْمَقَامَات.