للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَأَغْصَصْتُهُ بِرِيقِهِ، وَأَجْرَضْتُهُ بِرِيقِهِ، وَبَلَغْتُ مَجْهُوده، وَأَبْطَرْتُهُ ذَرْعه، وَمَلَكْتُ عَلَيْهِ مَذَاهِبه، وَأَخَذْتُ عَلَيْهِ السُّبُلَ، وَحُلْتُ دُونَ مَسْرَبه.

وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ نَاوَصَ الْجَرَّة ثُمَّ سَالَمَهَا يُضْرَبُ لِمَنْ خَالَفَ ثُمَّ اُضْطُرَّ إِلَى الْوِفَاقِ.

وَتَقُولُ أَنَا مَدْفُوعٌ إِلَى هَذَا الأَمْرِ، وَمَسُوقٌ إِلَيْهِ، وَمَحْمُولٌ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا فَعَلْتُهُ مُضْطَراً، وَقَدْ تَحَامَلْتُ فِيهِ عَلَى نَفْسِي، وَحَمَلْتُ نَفْسِي عَلَى مَكْرُوهِهَا، وَرَدَدْتُهَا عَلَى مَكْرُوهِهَا، وَإِنَّمَا أَنَا مُسَيَّر فِيهِ لا مُخَيَّر.

وَتَقُولُ هَذَا أَمْر لا مَحِيدَ لَك عَنْهُ، وَلا مَحِيصَ عَنْهُ، وَلا مَنَاص مِنْهُ، وَأَمْر لا سَبِيلَ عَنْهُ وَلا سَبِيلَ إِلا إِلَيْهِ، وَلا تَبْرَحْ حَتَّى تَفْعَلَ، وَلا تَخْطُ حَتَّى تَفْعَلَ، وَلَتَفْعَلَنَّهُ طَائِعاً أَوْ كَارِهاً، وَلَتَفْعَلَنَّهُ عَلَى الْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ، وَلَتَفْعَلَنَّ ذَلِكَ صَاغِراً قَمِيئاً.

وَيُقَال لأَكُدَّنَّكَ كَدّ الدَّبِر، وَلآخُذَنَّك أَخْذ عَزِيز مُقْتَدِر، وَلأَعْصِبَنَّكَ عَصْب السَّلَمَة وَيُقَالَ جَعَلْتُ فُلانا لِزَازاً