أرض الدار. ويدّق على الأجذاع والحواضن والرواشن «١» ، وإن كانت الدار مقرمدة أو بالاجرّ مفروشة، وقد كان صاحبها جعل في ناحية منها صخرة، ليكون الدّق عليها، ولتكون واقية دونها. دعاهم التهاون، والقسوة، والغش، والفسولة، إلى أن يدقوا حيث جلسوا، وإلى ألا يحفلوا بما أفسدوا. لم يعط قط لذلك أرشا «٢» ، ولا استحلّ صاحب الدار، ولا استغفر الله منه في السّر. ثم يستكثر من نفسه، في السنة، إخراج عشرة دراهم، ولا يستكثر من رب الدار ألف دينار في الشهر.
أيذكر ما يصير إلينا مع قلته، ولا يذكر ما يصير إليه مع كثرته؟
هذا والأيام التي تنقض المبرم، وتبلى الجدّة، وتفرّق الجميع المجتمع، عاملة في الدور كما تعمل في الصخور، وتأخذ من المنازل كما تأخذ من كلّ رطب ويابس، كما تجعل الرطب يابسا، واليابس هشيما، والهشيم «٣» مضمجلا.
ولانهدام المنازل غاية قريبة، ومدة قصيرة. والساكن فيها هو المتمتع بها «٤» ، والمنتفع بمرافقها. وهو الذي أبلى جدّتها وذهب بحلاها، وبه هرمت وذهب عمرها، لسوء تدبيره. فإذا قسنا الغرم عند انهدامها بإعادتها، وبعد إبتدائها، وغرم ما بين ذلك من مرمّتها وإصلاحها، ثم قابلنا بذلك ما أخذنا من غلّاتها، وارتفقنا به من إكرائها، خرج على المسكن من الخسران، بقدر ما حصل للساكن من الربح.
إلا أن الدراهم التي أخرجناها من النفقة، كانت جملة، والتي أخذناها على جهة الغلة جاءت مقطعة. وهذا مع سوء القضاء، والأحوج