فانظر أين موقع فوت الثناء من موقع ما عددنا عليك من هذا البلاء.
على أن الثناء طعم «٢» ولعلك ألا تطعمه، والحمد أرزاق ولعلك أن تحرمه، وما يضيع من إحسان الناس أكثر. وعلى أن الحفظ «٣» قد ذهب بموت أهله ألا ترى أنّ الشعر لما كسد «٤» أفحم أهله؟ ولما دخل النقص على كل شيء أخذ الشعر منه بنصيبه؟ ولما تحوّلت الدولة في العجم «٥» ، والعجم لا تحوط الأنساب، ولا تتحفّظ المقامات «٦» . لأنّ من كان في الريف والكفاية، وكان مغمورا بسكر الغنى، كثر نسيانه وقلّت خواطره «٧» ، ومن احتاج تحركت همّته وكثر تنقيره. وعيب الغنى أنه يورث البلدة، وفضيلة الفقر أنه يبعث الفكر.
وإن أنت صحبت الغنى بإهمال النفس أسكرك الغنى، وسكر الغنى شيئة المستأكلين وتضرية الخدّاعين «٨» وإن كنت لا ترضى بحظ النائم وبعيش