والله إني لأفضّل الدهاقين «١» ، حين عابوا الحسو «٢» ، وتقززوا من التعرّق»
، وبهرجوا صاحب التمشيش «٤» ، وحين أكلوا بالبارجين «٥» ، وقطعوا بالسكين، ولزموا عند الطعام السكتة، وتركوا الخوض، واختاروا الزمزمة.
أنا والله أحتمل الضيق والضيّفن، ولا أحتمل اللعّموظ ولا الجردبيل. والواغل أهون عليّ من الراشن «٦» .
ومن يشكّ أن الوحدة خير من جليس السوء، وأن جليس السوء خير من أكيل السوء؟ لأن كل أكيل جليس، وليس كل جليس أكيلا.
فإن كان لا بد من المؤاكلة، ولا بد من المشاركة، فمع من لا يستأثر عليّ بالمخّ، ولا ينتهز بيضة البقيلة «٧» ، ولا يلتهم كبد الدجاجة، ولا يبادر إلى دماغ رأس السلّاءة «٨» ولا يختطف كلية الجدي، ولا يزدرد قانصة الكركّي «٩» ، ولا ينتزع شاكلة الحمل «١٠» ولا يقتطع سرّة الشّيصان «١١» ، ولا يعرض لعيون الرؤوس، ولا يستولي على صدور الدجاج، ولا يسابق إلى أسقاط الفراخ، ولا يتناول إلا ما بين يديه، ولا يلاحظ ما بين يدي غيره