للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن ثابت بن الضحاك (١) قال: " نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة (٢) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا (٣) ،

ــ

=: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} ١ حثه على الصلاة في مسجد قباء الذي أسس من أول يوم بني على التقوى، وهي طاعة الله ورسوله، وجمعا لكلمة المسلمين، ومعقلا للإسلام وأهله. وكان صلى الله عليه وسلم يزوره، وفي الصحيح: " صلاة في مسجد قباء كعمرة " ٢. وقال بعضهم: هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمارى فيه رجلان، فقال صلى الله عليه وسلم: " هو مسجدي هذا " ٣ رواه مسلم. ولا منافاة، فإنه إذا كان مسجد قباء بهذا الوصف قد أسس على التقوى من أول يوم، فمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون بهذه الصفة بطريق الأولى. وقوله: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} ٤ " لما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فيه فقال: ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم به قالوا: ما نعلم إلا أنه كان لنا جيران من اليهود، فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا، فقال: هو ذاك فعليكموه " ٥.: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} ٦ الذين يتنزهون من القذرات والنجاسات بعدما يتطهرون من أوضار الشرك وأقذاره.

(١) رضي الله عنه ابن خليفة بن ثعلبة بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل الأشهلي الخزرجي الأنصاري، صحابي مشهور، شهد بيعة الرضوان، روى عنه أبو قلابة وغيره، مات أيام ابن الزبير، وقيل سنة ٦٤ هـ.

(٢) هضبة من وراء ينبع، قريبة من ساحل البحر، والرجل يحتمل أنه كردم ابن سفيان والد ميمونة، كما صرح به أبو داود وغيره في الرواية الآتية.

(٣) الوثن يتناول كل معبود من دون الله من صورة أو قبر، وفي رواية أو نصب، وفي رواية أو طاغية، قال المصنف: وفيه المنع منه إذا كان فيه وثن من =


١ سورة التوبة آية: ١٠٨.
٢ مالك: النداء للصلاة (٤١٦) .
٣ ابن ماجه: المناسك (٣٠٥٦) , وأحمد (٤/٨٠ ,٤/٨٢) , والدارمي: المقدمة (٢٢٧) .
٤ سورة التوبة آية: ١٠٨.
٥ الترمذي: الأدب (٢٧٦١) , والنسائي: الطهارة (١٣) والزينة (٥٠٤٧) .
٦ سورة التوبة آية: ١٠٨.

<<  <   >  >>