وروى الطبراني بإسناده (١) : " أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين (٢) ، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق (٣) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه لا يستغاث بي، وإنما يستعاث بالله عز وجل "(٤) .
ــ
(١) إلى عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وقد بيض المصنف لاسم الراوي، والطبراني هو الإمام الحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطين، أبو القاسم اللخمي المعمر، صاحب المعاجم الثلاثة وغيرها، روى عن جماعة منهم: أبو زرعة والنسائي واسحق وخلق، وعنه ابن ريدة وأبو نعيم وخلق، وكان واسع الحفظ، بصيرا بالعلل والرجال، عاش مائة، وسمع وهو ابن ثلاث عشرة، وتوفي سنة ٣٦٠ هـ.
(٢) هو عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين.
(٣) أي يرفع عنا أذيته فإنه قد آذى الله ورسوله.
(٤) وهذا نص منه صلى الله عليه وسلم أنه لا يستغاث به، حماية لجناب التوحيد وسدا لذرائع الشرك، وتحذيرا من وسائله، وإذا كان هذا مع سيد الخلق فمن دونه بطريق الأولى.
قال شيخ الإسلام: ((والاستغاثة بمعنى أن يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو اللائق بمنصبه، لا ينازع فيها مسلم فإن الصحابة كانوا يطلبون منه الدعاء، ويستسقون به، كما في الصحيح وغيره، وأما بالمعنى الذي نفاها فهي مما يجب نفيها، قال: وقد يكون في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عبارة لها معنى صحيح، لكن بعض الناس يفهم من تلك غير مراد الله ورسوله، وهذا يرد عليه فهمه، كما روى الطبراني " أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم =