للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا قضى الله الأمر في السماء (١) ضربت الملائكة بأجنحتها، خضعانا لقوله (٢) ، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك (٣) ، {حتى إذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم قالوا: الحق وهو العلي الكبير} (٤) .

ــ

(١) أي إذا تكلم الله بالأمر الذي شاء كونه، وذلك بوحيه إلى جبريل به، كما صرح به في الحديث الآتي، وكما روى أبو داود وغيره من حديث ابن مسعود: " إذا تكلم الله بالوحي، سمع أهل السماوات.. إلخ "١.

(٢) أي لقول الله تعالى، وذلك أن الله إذا تكلم بالوحي فسمع أهل السماوات كلامه أرعدوا وخافوا وفزعوا، هيبة وخضعانا لقوله تبارك وتعالى، مع أنهم عباد مكرمون، أعطاهم الله من القوة والعظمة ما لا يعلمه إلا هو تعالى، ومع ذلك يعتريهم هذا الخوف والاضطراب، فعبادتهم من دون الله باطلة، وإذا كان هذا الحال معهم، فبطلان عبادة غيرهم بطريق الأولى، و (خضعانا) بفتحتين، من الخضوع وفي رواية بضم أوله وسكون ثانيه بمعنى خاضعين.

(٣) بفتح الياء وسكون النون وضم الفاء والذال، أي كأن صوت الرب المسموع سلسلة على صفوان، وهو الحجر الأملس، ينفذهم ذلك، أي يخلص ذلك القول ويمضي في قلوب الملائكة حتى يفزعوا منه، وعند أبي داود وغيره: " إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كجر السلسلة على الصفاء، فيصعقون فلا يزالون كذلك، حتى يأتيهم جبرائيل " ٢.

(٤) أي حتى إذا أزيل عنها الخوف والغشي، قالت الملائكة بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟ قالوا: قال الله الحق، علموا أن الله لا يقول إلا الحق، فهو =


١ أبو داود: السنة (٤٧٣٨) .
٢ أبو داود: السنة (٤٧٣٨) .

<<  <   >  >>