للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون (١) ، فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه، أو يكون عونا لله (٢) ، ولم يبق إلا الشفاعة، فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب (٣)

ــ

= بمذاهب أهل الملل والنحل، وآراء المذاهب، وما قالت الفرق، ما لم يعلم مثله عن أحد من العلماء، وبين هذا الدين وعقائده، ورد سائر البدع بما لم يسبق إليه، ترجم له طوائف من الحفاظ، وأثنوا عليه في أسفار، وشهرته وإمامته في علوم الإسلام، وتفننه تغني عن الإطالة في وصفه، قال ابن دقيق العيد: ((كأن العلوم بين عينيه، يأخذ ما يشاء، ويدع ما يشاء)) . ولد سنة ٦٦١ هـ، وتوفي -قدس الله روحه، ونور ضريحه- سنة ٧٢٨ هـ.

(١) أي نفى في هذه الآية الكريمة عما سواه -تعالى وتقدس- كل ما يتعلق به المشركون من الاعتقاد في غير الله، من الملك والشركة والمعاونة والشفاعة، فإن هذه الأمور الأربعة هي التي يتعلق بها المشركون.

(٢) فنفى الملك بقوله: {لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ} ١. ونفى القسط بقوله: (ومالهم) أي لمن يدعون من الملائكة وغيرهم (فيهما) أي في السماوات والأرض (من شرك) . ونفى العون بقوله: {وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} ٢. أي ما لله ممن يدعونهم عوين، فمن ليس بمالك، ولا شريك للمالك، ولا ظهير له، فكيف يدعى من دونه؟ فهو –سبحانه- الذي يأذن للشافع ابتداء فيشفع، فبنفي هذه الأمور عن كل مدعو غير الله- وهي التي لا بد أن يكون المدعو مالكا لأحدها حتى يستحق أن يدعى- بطلت دعوة غير الله؛ إذ ليس عند غيره من النفع والضر ما يوجب قصده بشيء من العبادة.

(٣) وهو سبحانه لا يأذن إلا لأهل التوحيد.


١ سورة سبأ آية: ٢٢.
٢ سورة سبأ آية: ٢٢.

<<  <   >  >>