للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما قال تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى} ١ (١) . فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة، كما نفاها القرآن (٢) ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده، لا يبدأ بالشفاعة أولا، ثم يقال له: ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع (٣) . وقال له أبو هريرة: " من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه " ٢ (٤) .

ــ

(١) أي لمن رضي الله عنه من أهل الإيمان به وحده، وقال ابن عباس: ((إلا لمن قال لا إله إلا الله)) .

(٢) أي التي تطلب من غير الله، فيما لا يقدر عليه إلا الله، كقول أحدهم: الشفاعة، أو اشفع لي، منتفية دنيا وأخرى كما أخبر الله به في كتابه، ولو طلبها منه على سبيل الشفاعة إلى الله، فهو فعل المشركين الذي كفرهم الله به، فإنهم يقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ٣. قال تعالى مكذبا لدعواهم ومكفرا لهم: {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} ٤.

(٣) هذا قطعة من حديث الشفاعة، المخرج في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس وغيره في أهل الموقف، وهو إخبار منه صلى الله عليه وسلم بتحقيق الشفاعة، وأنه لا يشفع إلا من بعد إذن الله تعالى له في الشفاعة، وفي المشفوع فيهم.

(٤) هذا الحدث رواه البخاري وغيره، قال: " قلت: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه " ٥. وفي رواية: " خالصا مخلصا من قلبه " ٦. والمراد =


١ سورة الأنبياء آية: ٢٨.
٢ البخاري: العلم (٩٩) , وأحمد (٢/٣٧٣) .
٣ سورة الزمر آية: ٣.
٤ سورة الزمر آية: ٣.
٥ البخاري: العلم (٩٩) , وأحمد (٢/٣٧٣) .
٦ البخاري: العلم (٩٩) , وأحمد (٢/٣٧٣) .

<<  <   >  >>