للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحقيقته: أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع؛ ليكرمه (١) وينال المقام المحمود (٢) ، فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك (٣) ، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع (٤) ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص (٥) . انتهى كلامه رحمه الله (٦) .

ــ

(١) أي بالشفاعة فيمن أذن له أن يشفع فيه، فهذا هو حقيقة أمر الشفاعة، لا كما يظنه المشركون والجهال أن الشفاعة هي كون الشفيع يشفع ابتداء فيمن شاء، فيدخله الجنة، وينجيه من النار، ولهذا يسألونها من الأموات وغيرهم.

(٢) أي الذي يحمده فيه الخلائق كلهم، بل وخالقهم، وهو الشفاعة.

(٣) وهي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، كيا رسول الله اشفع لي.

(٤) كقوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ} ١ والآيتين بعدها في الباب، فلما أثبتها في مواضع ونفاها في مواضع علمنا قطعا أنها شفاعتان.

(٥) أي قيدها صلى الله عليه وسلم بقوله: " من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه " ٢؛ لئلا يتوهم المشركون أنها نائلتهم، وإنما تنال الموحدين الذين استحقّوا دخول النار بسبب ذنوبهم، فيشفع لهم في الخروج بعد التطهير، كما تواتر: " أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة- مثقال ذرة، مثقال خردلة- من إيمان " ٣.

(٦) أي كلام شيخ الإسلام الذي ساقه المصنف هنا، فقام مقام الشرح والتفسير في هذا الباب، وهو كاف واف بتحقيق مع الإيجاز.


١ سورة البقرة آية: ٢٥٥.
٢ البخاري: العلم (٩٩) , وأحمد (٢/٣٧٣) .
٣ البخاري: الإيمان (٢٢) , ومسلم: الإيمان (١٨٤) , وأحمد (٣/٥٦) .

<<  <   >  >>