وما فيها من الصور (١) ، أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح –أو العبد الصالح- بنوا على قبره مسجدا (٢) ، وصوروا فيه تلك الصور (٣) ، أولئك شرار (٤) الخلق عند الله " ١.
ــ
= وكسر النون- متعبد النصارى، وفي رواية: "يقال لها: مارية"، وفيه أن أم سلمة ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته، وهو في الصحيحين، وفيهما أيضا أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأتاها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
(١) أي وذكرت له ما فيها من تلك الصور، وفي رواية: "وذكرتا له من حسنها وتصاوير فيها".
(٢) أي موضعا للعبادة، وإن لم يسم مسجدا كالكنائس والمشاهد، و "أولئك" بكسر الكاف، خطاب للمرأة، والرجل الصالح هو القائم بحقوق الله، وحقوق عباده، وفيه التحري في الرواية، وجواز الرواية بالمعنى لمن يحسن ذلك.
(٣) بكسر الكاف أيضا، وتفتح كالماضية، والإشارة إلى ما ذكرت له أم سلمة وأم حبيبة من التصاوير التي في تلك الكنيسة، كما في بعض ألفاظ الحديث، فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، ذكرهم على وجه العيب والذم والإشانة.
(٤) شرار بكسر الشين جمع شر كالخيار جمع خير، وإنما سموا بذلك لضلالهم، وسنهم لمن بعدهم الغلو في قبور صالحيهم حتى أفضى بهم ذلك الغلو إلى عبادتها، وهو عام فيمن فعلهم من هذه الأمة، وأي زجر وأي تغليظ وتقريع وتعيير أبلغ من هذا؟ وهم إنما صوروا صورهم ليتأسوا بهم، ويتذكروا أفعالهم الصالحة، فحذر النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك وأنذر، وأبدى وأعاد، =
١ البخاري: الصلاة (٤٢٧) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٥٢٨) , والنسائي: المساجد (٧٠٤) , وأحمد (٦/٥١) .