للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى} قال: كان يلت لهم السويق (١) ، فمات فعكفوا على قبره " (٢) .

ــ

= ابن طابخة، أبو عبد الله الكوفي، ثقة حافظ فقيه مجتهد، وله أيضا أتباع يتفقهون على مذهبه، مات سنة ١٦١ هـ، وله ٦٤.

ومنصور هو ابن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة أبو عتاب السلمي الكوفي، ثقة ثبت فقيه، روى عن أبي وائل والنخعي والحسن وغيرهم، وعنه أيوب والأعمش وغيرهما، مات سنة ١٣٢ هـ،

ومجاهد هو ابن جبر بفتح الجيم وسكون الباء الموحدة أبو الحجاج المخزومي المقري، مولى السائب المكي، ثقة إمام في العلم والتفسير، أخذه عن ابن عباس وغيره، وروى عن علي والعبادلة وغيرهم، وعنه عطاء وعكرمة وغيرهما، ولد سنة ٢١ هـ، ومات وهو ساجد سنة ١٠٤ هـ.

(١) أي للحاج، والسويق دقيق الحنطة أو الشعير، ولته خلطه وبله بالسمن أو الماء.

(٢) وفي رواية: كان اللات رجلا في الجاهلية، وكان له غنم، فكان يسلو من رسلها، ويأخذ من زبيب الطائف والأقط، فيجعل منه حيسا، فيطعم من يمر من الناس، فلما مات عبدوه وقالوا: هو اللات، رواه سعيد بن منصور والفاكهي. والمعنى أن اللات كان رجلا صالحا يطعم الحجاج السويق، فلما مات غلوا فيه وعظموه لأجل عمله الصالح الذي كان يعمله، فعكفوا على قبره حتى عبدوه، وصار قبره وثنا من أوثان المشركين، فقد تقرر أن سبب عبادة اللات هو الغلو في قبره حتى صار وثنا يعبد، كما كان ذلك هو السبب في عبادة الصالحين ود وسواع وغيرهما، وكما كان ذلك هو السبب في عبادة الصالحين اليوم من الأموات وغيرهم، فإنهم غلوا فيهم، وبنوا على قبورهم القباب والمشاهد، وجعلوها ملاذا لقضاء المآرب، وهو الشاهد للترجمة. والعكوف على الشيء: الإقبال عليه مواظبا والاحتباس فيه، والاستدارة حوله، ومنه الاعتكاف في المساجد.

<<  <   >  >>