للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اجتنبوا السبع الموبقات (١) ، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله (٢) ، والسحر (٣) ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق (٤) ،

ــ

(١) اجتنبوا ابعدوا، وهو أبلغ من قول لا تفعلوا ودعوا واتركوا؛ لأن النهي عن القربان أبلغ من النهي عن المباشرة، قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ} ١ والموبقات المهلكات، جمع موبقة، سميت موبقات؛ لأنها تهلك فاعلها في الدنيا، لما يترتب عليها من العقوبات، وفي الآخرة من العذاب. وقال ابن عباس: ((هي إلى السبعين أقرب منها إلى السبع)) . وفي رواية: ((إلى السبعمائة)) .

(٢) أي إحدى السبع الموبقات الشرك بالله وهو أن يجعل لله ندا يدعوه ويرجوه ويخافه كما يخاف الله، بدأ به لأنه أعظم ذنب عصي الله به، ولأن فاعله مخلد في النار، قال تعالى: {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} ٢. وقال: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ٣. ولما " سئل -عليه السلام- أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك " ٤.

(٣) أصله في اللغة: صرف الشيء عن وجهه كما تقدم، وقال البيضاوي: هو ما يستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشيطان، مما لا يستقل به الإنسان، وهو الشاهد من الحديث للترجمة.

(٤) أي قتل النفس المسلمة المعصومة التي حرم الله قتلها إلا بالحق، أي بأن تفعل ما يوجب قتلها كالشرك، والنفس بالنفس، والزاني بعد الإحصان، واختلفوا في توبته، فقال ابن عباس وغيره: لا تقبل لقوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} ٥. وقال جمهور السلف والخلف: تقبل توبته لقوله تعالى بعد ذكر الشرك =


١ سورة الأنعام آية: ١٥١.
٢ سورة المائدة آية: ٧٢.
٣ سورة لقمان آية: ١٣.
٤ البخاري: الأدب (٦٠٠١) , ومسلم: الإيمان (٨٦) , والترمذي: تفسير القرآن (٣١٨٣) , والنسائي: تحريم الدم (٤٠١٣ ,٤٠١٤ ,٤٠١٥) , وأبو داود: الطلاق (٢٣١٠) , وأحمد (١/٣٨٠ ,١/٤٣١ ,١/٤٣٤ ,١/٤٦٢ ,١/٤٦٤) .
٥ سورة النساء آية: ٩٣.

<<  <   >  >>