أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت (١) "١. قال عوف:" العيافة زجر الطير والطرق الخط يخط بالأرض "(٢) .
ــ
(١) أي السحر، قال القاضي: والجبت في الأصل الشيء الفشل الذي لا خير فيه، ثم استعير لما يعبد من دون الله، وللساحر والسحر.
(٢) والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها، وهو من عادات العرب، ولذلك صار كثيرا في أشعارهم، ويقال: عاف يعيف عيفة إذا زجر وحدس وظن، والاعتبار في ذلك غالبا بأسمائها كما يتفاءل بالعقاب على العقاب، وبالغراب على الغربة، بالهدهد على الهدى، والفرق بينها وبين الطيرة أن الطيرة هي التشاؤم بها، وقد تستعمل في التشاؤم بغير الطير من حيوان وغيره، وكانت بنو أسد يذكرون بالعيافة ويوصفون بها، حتى قيل إن قوما من الجن تذاكروا عيافتهم، فأتوهم فقالوا: ضلت لنا ناقة فلو أرسلتم معنا من يعيف، فقالوا لغليم منهم: انطلق معهم، فاستردفه أحدهم فلقيهم عقاب كاسرة أحد جناحيها، فاقشعر الغلام وبكى، فقالوا: مالك؟ فقال: كسرت جناحا، ورفعت جناحا، وحلفت بالله صراحا، ما أنت بإنسي وما تبغي لقاحا.
(٣) يخطه الرمالون وغيرهم ويدعون به علم المغيبات. وقال ابن عباس: هو الذي يخطه الحازر، يأتي صاحب الحاجة فيعطيه حلوانا، فيقول له: اقعد حتى أخط لك، وبين يدي الحازر غلام له معه ميل، ثم يأتي إلى أرض رخوة فيخط فيها خطوطا كثيرة بالعجلة، لئلا يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحو منها على مهل خطين خطين، وغلامه يقول للتفاؤل: أبن عيان أسرع البيان، فإن بقي خطان فهو علامة النجح، وإن بقي خط واحد فهو علامة الخيبة، وأما ما رواه مسلم وغيره عن =