"والجبت قال الحسن: رنة الشيطان ". إسناده جيد (١) . ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه (٢) .
ــ
= معاوية بن الحكم أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنا رجال يخطون. فقال:" كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه فذاك " ١. فقال النووي وغيره: من وافق خطه فهو مباح له، لكن لا طريق لنا إلى العلم باليقين بالموافقة، فلا يباح بل يصير من أنواع الكهانة، لمشاركته لها في المعنى اهـ.
قال المصنف: وخط ذلك النبي عدم لا يوجد من يعرفه. وفي النهاية وغيرها: الطرق الضرب بالحصى والودع والخرز الذي يفعله النساء. قال الشارح: وأيا ما فهو من الجبت.
(١) الحسن هو ابن أبي الحسن البصري المشهور، واسم أبيه يسار الأنصاري مولاهم، ثقة فقيه فاضل مات سنة ١١٠ هـ، وقد جاوز ٩٠ سنة، فسر -رحمه الله- الجبت ببعض أفراده. قال المصنف:((عادة السلف يفسرون اللفظ العام ببعض أفراده، وقد يكون السامع يعتقد أن ذلك ليس من أفراده، وهذا كثير في كلامهم جدا، ينبغي التفطن له)) اهـ.
والرنين هو الصوت، ورن يرن رنينا: صوت وصاح ورفع صوته بالبكاء، والرنة الواحدة والصوت، وله رنة أي صيحة فالمعنى صوت توجعا وتغيظا، ويدخل فيه كل أصوات الملاهي وغيرها.
وأضافه إلى الشيطان لأنه الذي يدعو إلى ذلك، وذكر بقي بن مخلد في تفسيره وغيره أن إبليس رن أربع رنات: رنة حين لعن، ورنة حين أهبط، ورنة حين ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورنة- حين نزلت فاتحة الكتاب. وعن سعيد بن جبير أنه لما لعن تغيرت صورته، ورن رنة فكل رنة منها إلى يوم القيامة. وعن ابن عباس:" لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة رن إبليس واجتمعت إليه جنوده ".
(٢) أي رووا من هذا الحديث كل ما أسند عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكروا التفسير الذي فسره به عوف، وقد رواه أبو داود بالتفسير المذكور بدون قول الحسن رحمه الله.
١ مسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٥٣٧) , وأبو داود: الصلاة (٩٣٠) والطب (٣٩٠٩) , وأحمد (٥/٤٤٧ ,٥/٤٤٨) .