للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن تعلق شيئا وكل إليه (١) "١. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا هل أنبئكم ما العضه (٢) هي النميمة القالة بين الناس " ٢. رواه مسلم (٣) .

ــ

(١) أى ومن تعلق قلبه شيئا بحيث يعتمد عليه ويرجوه، وكله الله إلى ذلك الشيء وخذله، وخلى بينه وبينه؛ فإن تعلق قلبه بربه كفاه وتولاه، كما قال تعالى {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ٣.

ومن تعلق على السحرة والشياطين وغيرهم من المخلوقين وكله الله إلى من تعلق به، ومن وكل إلى غير الله هلك وخسر خسرانا مبينا، وضل ضلالا بعيدا، بل من تعلق قلبه بغير الله في جلب نفع أو درء ضر فقد أشرك.

(٢) (ألا) أداة تنبيه (أنبئكم) أخبركم و (العضه) بفتح فسكون هو أكثر ما يروى في كتب الحديث، وفي كتب الغريب بكسر ففتح، العضاهة الكذب والبهتان والسحر، وعلى الأول من عضه الرجل يعضه عضها وعضيهة وعضهة كذب وسحر ونم. قال الزمخشري: ((أصلها العضهة، فعلة من العض، وهي من البهت، فحذفت لامه كما حذفت من السنة والشفة، وتجمع على عضين)) . قال النووي: تقديره ألا أنبئكم بالعضه الفاحش الغليظ التحريم، وإيراد المصنف له هنا يدل على أن معناه عنده أو السحر.

(٣) النميمة فعيلة بمعنى مفعولة، ونم الحديث ينمه نمأت ورفعه إشاعة له وإفسادا، وسعى به ليوقع فتنة أو وحشة، والنمام الذي يتحدث مع القوم فينم عليهم، فيكشف ما يكره كشفه، سواء كره المنقول عنه أو إليه أو غيرهما، وسواء كان الكشف بالعبارة أو بالإشارة أو بغيرهما، فحقيقتها إفشاء السر، وهتك الستر عما يكره كشفه. والقالة: كثرة القول، وإيقاع الخصومة بما يحكي بعضهم لبعض. =


١ النسائي: تحريم الدم (٤٠٧٩) .
٢ مسلم: البر والصلة والآداب (٢٦٠٦) , وأحمد (١/٤٣٧) .
٣ سورة الزمر آية: ٣٦.

<<  <   >  >>