للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وللنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (١) : " من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر (٢) فقد أشرك (٣) ،

ــ

= إلا الله " ١. وغير ذلك مما استأثر الله بعلمه.

وأما ما يدرك بطريق المشاهدة من علم النجوم الذي يعرف به الزوال وجهة القبلة ونحو ذلك، فغير داخل فيما نهى عنه، قال تعالى: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} ٢.

(١) يعني مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والنسائي هو الإمام الحافظ أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار أبو عبد الرحمن، صاحب السنن الكبرى والمجتبي وغيرهما، روى عن محمد بن المثني وابن بشار وقتيبة وخلق لا يحصون، وكان إليه المنتهى في العلم بعلل الحديث، مات بفلسطين سنة ٣٠٣ هـ وله ٨٨ سنة.

(٢) العقدة جمعها عقد وهي ما تعقده السحرة، ويقال لها عزيمة أيضا، وذلك أن السحرة إذا أرادوا عمل السحر عقدوا الخيوط، ونفثوا على كل عقدة، حتى ينعقد ما يريدونه من السحر بإذن الله تعالى، ولهذا أمر الله بالاستعاذة من شرهم في قوله: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} ٣ يعني السواحر اللاتي يفعلن ذلك، والنفث والنفخ من الريق، وهو دون التفل، والنفث فعل الساحر، فإذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور، ويستعين عليه بالأرواح الخبيثة نفخ في تلك العقد نفخا معه ريق، فيخرج من نفسه الخبيثة نفس مما زج للشر والأذى، مقترن بالريق الممازج لذلك، وقد يتساعد هو والروح الشيطانية على أذى المسحور فيصبه السحر بإذن الله القدري الكوني لا الشرعي.

(٣) هذا نص في أن الساحر مشرك، وقد حكى الحافظ عن بعضهم أنه لا يتأتى إلا مع الشرك.


١ البخاري: التوحيد (٧٣٧٩) , وأحمد (٢/٥٢) .
٢ سورة النحل آية: ١٦.
٣ سورة الفلق آية: ٤.

<<  <   >  >>