ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله:" ومن أتى " إلى آخره (١) .
قال البغوي:(العراف الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك)(٢) . وقيل: هو الكاهن، والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل (٣) . وقيل: الذي يخبر عما في الضمير (٤) .
ــ
(١) فهو من رواية البزار، وقال المنذري:((إسناد الطبراني حسن)) .
(٢) البغوي هو الإمام الحجة منسوب إلى بغ مدينة بين هراة ومرو، ويقال لها أيضا: بغشور. واسمه الحسين بن مسعود، محي الدين الفراء الشافعي، عالم خراسان وصاحب التصانيف كالتهذيب وشرح السنة والمصابيح والتفسير، سمع عن جماعات منهم القاضي الحسين والمليحي والداودي والصيرفي، وعنه محمد العطاري ومحمد أبو الفتوح الطائي وجماعة، مات سنة ٥١٦هـ. وظاهر كلامه أن العراف هو الذي يخبر عن الواقع كالسرقة وسارقها والضالة ومكانها وغير ذلك بأسباب ومقدمات، بأقيسة فاسدة يدعي معرفتها بها، وخيالات شيطانية، وربما تنزلت عليه الشياطين، وما زجت أنفاسه الخبيثة أنفاس إخوانه من الشياطين، فإنها تنزل على الكاهن والمنجم والرمال والساحر ونحوهم، وكل من ادعى شيئا من هذه الأمور لقوله تعالى:{تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} ١.
(٣) ويدعي معرفة الأسرار، ويأخذ عن مسترق السمع ونحو ذلك، وسمي عرافا لادعائه المعرفة.
(٤) أي وقيل: الذي يخبر عما في الضمير داخل أيضا في اسم العراف.