للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عمران بن حصين مرفوعا: " ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سَحَرَ أو سُحر له (١) ، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ". رواه البزار بإسناد جيد (٢) .

ــ

= والساحر مع ما تقدم؛ لأنهما يدعيان علم الغيب الذي استأثر الله به، كما أخبر به في كتابه، وذلك كفر والمصدق لهما يعتقد ذلك ويرضى به وذلك كفر أيضا؛ لأن الله أمرنا في كتابه بالإيمان به وحده، والكفر بهذه الأمور كقوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} ١.

(١) فيه وعيد شديد فيدل على أن هذه الأمور من الكبائر، ولا ينافي ما تقدم من أن الطيرة شرك. وقوله: تطير أي فعل الطيرة، أو تطير له أي قبل قول المتطير له وتابعه، وكذا الكهانة، كالذي يأتي الكاهن ويصدقه ويتابعه، وكذا من عمل الساحر له السحر، فكل من تلقى هذه الأمور عمن تعاطاها أو عملت له عالما راضيا بذلك فقد برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكونها إما شركا كالطيرة، أو كفرا كالكهانة والسحر، فمن رضي بذلك وتابع فهو كالفاعل؛ لقبوله الباطل واتباعه، ويأتي حديث: " ثلاثة لا يدخلون الجنة " ٢. وذكر منهم: المصدق بالسحر.

(٢) ورواه أبو نعيم من حديث علي، فتعدد طرقه تثبت أن له وجودا في الأصل، وإن كان فيها مقال، وقال المنذري: ((إسناد البزار جيد)) . اهـ. والبزار هو الإمام الحافظ المشهور أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري، صاحب المسند الكبير سماه البحر الزاخر، صدوق روى عن ابن بشار وابن المثني وخلق، أصله من البصرة ومات في الرملة سنة ٢٩٢هـ.


١ سورة النساء آية: ٥١.
٢ أحمد (٤/٣٩٩) .

<<  <   >  >>