للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما منا إلا ... ولكن الله يذهبه بالتوكل (١) "١. رواه أبو داود والترمذي وصححه (٢) ، وجعل آخره من قول ابن مسعود (٣) . ولأحمد من حديث ابن عمرو (٤) :

ــ

(١) أي وما منا أحد إلا ويعتريه ويخطر له ويقع في قلبه من الطيرة شيء، فحذف اعتمادا على فهم السامع، ولكن لما توكلنا على الله في جلب النفع ودفع الضر أذهبه الله عنا بتوكلنا عليه، واعتمادنا عليه والاستناد عليه. وللطبراني وغيره من حديث حارثة: " ثلاث لازمة أمتي: الطيرة والحسد وسوء الظن، قيل: وما يذهبهن؟ قال: إذا حسدت فاستغفر الله، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا تطيرت فامض ". قال المصنف: ((فيه أن الواقع في القلوب مع كراهته لا يضر، بل يذهبه الله بالتوكل)) .

(٢) ورواه ابن ماجه وابن حبان وغيرهم.

(٣) وهو قوله: وما منا إلا إلى آخره، نقله الترمذي عن سليمان بن حرب، ووافقه على ذلك أهل العلم وهو المتعين؛ فإنه صلى الله عليه وسلم معصوم من الشرك بالإجماع. وقال ابن القيم: وهو الصواب؛ فإن الطيرة نوع من الشرك، كما هو في أثر مرفوع: " من ردته الطيرة فقد قارف الشرك " ٢.

(٤) هو أبو محمد عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، كان اسمه العاص فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، أحد السابقين المكثرين، وأحد العبادلة الفقهاء، من أحفظ الصحابة، واختلف في وفاته وموضعها، فقيل: مات بالطائف ليالي الحرة سنة ٦٣هـ، وقيل غير ذلك.


١ الترمذي: السير (١٦١٤) , وأبو داود: الطب (٣٩١٠) , وابن ماجه: الطب (٣٥٣٨) , وأحمد (١/٣٨٩ ,١/٤٣٨ ,١/٤٤٠) .
٢ مسلم: البر والصلة والآداب (٢٥٧٧) , وأحمد (٥/١٦٠) .

<<  <   >  >>