للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما انصرف أقبل على الناس (١) قال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ (٢) قالوا: الله ورسوله أعلم (٣) قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر (٤) ، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته. فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب (٥) ،

ــ

(١) أي لما التفت إليهم من صلاته بوجهه الشريف صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أنه أراد السلام لا القيام من مكانه، كما يدل عليه قوله: أقبل على الناس أي التفت إلى المأمومين كما هو معلوم من حاله وحال أصحابه، وإتيانهم بالذكر المندوب.

(٢) لفظ استفهام، ومعناه التنبيه. وفي النسائي: " ألم تسمعوا ما قال ربكم الليلة؟ "١، وهذا من الأحاديث القدسية، وفيه إلقاء العالم على أصحابه المسألة ليختبرهم.

(٣) أي من كل عالم، وفيه حسن الأدب للمسئول إذا سئل عما لا يعلم أن يكل العلم إلى عالمه، وذلك واجب.

(٤) يعني إذا اعتقد أن للنوء تأثيرا في إنزال المطر فهذا كفر؛ لأنه شرك في الربوبية، وإن لم يعتقد ذلك فهو من الشرك الأصغر؛ لأنه نسب نعمة الله إلى غيره؛ لأن الله لم يجعل النوء سببا لإنزال المطر فيه، ودل على أنه لا يجوز لأحد أن يضيف أفعال الله إلى غيره، والإضافة في قوله: (عبادي) هنا للعموم؛ لقوله: " مؤمن بي وكافر " ٢، كقوله: {فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} ٣. قال المصنف: ((وفيه التفطن للإيمان في هذا الموضع، يشير إلى أنه الإخلاص)) .

(٥) أي من نسب المطر إلى الله، واعتقد أنه أنزله بفضله ورحمته من غير استحقاق من العبد على ربه، وأثنى به عليه، فقال: مطرنا بفضل الله ورحمته. وفي رواية: "فأما من حمدني على سقياي، وأثنى علي فذاك من آمن بي". والفضل والرحمة =


١ البخاري: الأذان (٨٤٦) والجمعة (١٠٣٨) والمغازي (٤١٤٧) , ومسلم: الإيمان (٧١) , والنسائي: الاستسقاء (١٥٢٥) , وأبو داود: الطب (٣٩٠٦) , وأحمد (٤/١١٦) , ومالك: النداء للصلاة (٤٥١) .
٢ البخاري: الأذان (٨٤٦) , ومسلم: الإيمان (٧١) , والنسائي: الاستسقاء (١٥٢٥) , وأبو داود: الطب (٣٩٠٦) , وأحمد (٤/١١٧) , ومالك: النداء للصلاة (٤٥١) .
٣ سورة التغابن آية: ٢.

<<  <   >  >>