للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعليها سربال من قطران (١) ودرع من جرب " ١. رواه مسلم (٢) . ولهما عن زيد بن خالد الجهني (٣) قال: " صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية (٤) على إثر سماء كانت من الليل (٥) ،

ــ

= الآية، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" ٢، ولذلك لا يجوز إطلاق الوعيد على شخص عرف بفعل ذنوب توعد الشرع عليها بوعيد لذلك، ولأنها تكفر أيضا بالحسنات الماحية والمصائب، ودعاء المسلمين بعضهم لبعض، وبالشفاعة بإذن الله، وعفو الله عمن شاء ممن لا يشرك به شيئا.

(١) واحد السرابيل وهي الثياب والقمص، يعني أنهن يلطخن بالقطران، فيكون لهن كالقمص حتى يكون اشتعال النار والتصاقها بأجسادهن أعظم، ورائحتهن أنتن، وألمها بسبب الحر أشد، وقال ابن عباس: " القطران هو النحاس المذاب " اهـ. ليكون أشد لحر النار وصليها أعاذنا الله منها.

(٢) الدرع ثوب ينسج من حديد يلبس في الحرب وقاية من سلاح العدو، والجرب داء، ويقال: خلط غليظ يحدث تحت الجلد من مخالطة البلغم الملح للدم، فيحدث منه بثور صغار له حكة شديدة ألبستهما عوضا عن الثوبين الذين مزقتهما في الدنيا من أجل المصيبة.

(٣) المدني صحابي مشهور شهد الحديبية، وكان معه لواء جهينة يوم الفتح، مات سنة ٦٨هـ، وله ٨٥ سنة، وقيل غير ذلك.

(٤) صلى لنا أي صلى بنا، فاللام بمعنى الباء، والحديبية بتخفيف الياء وتشدد تقدم أنها قرية سميت ببئر هناك على مرحلة من مكة، تسمى الآن الشميسي، كان بها الصلح سنة ٦ من الهجرة، وهو الفتح المبين.

(٥) إثر بكسر الهمزة وهو ما يعقب الشيء، و"سماء" أي مطر كان في تلك الليلة، سماه بذلك لكونه ينزل من جهة السماء، والسماء يطلق على كل ما ارتفع.


١ مسلم: الجنائز (٩٣٤) , وابن ماجه: ما جاء في الجنائز (١٥٨١) , وأحمد (٥/٣٤٢ ,٥/٣٤٣ ,٥/٣٤٤) .
٢ الترمذي: الدعوات (٣٥٣٧) , وابن ماجه: الزهد (٤٢٥٣) .

<<  <   >  >>