للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا (١) ، وذلك لا يجدي على أهله شيئا (٢) ". رواه ابن جرير (٣) . وقال ابن عباس في قوله: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} ١ قال: المودة (٤) .

ــ

= نحوه، وزاد أحمد: "ونصح لله وله عن عمرو بن الجموح: " لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله " ٢. ومن حديث البراء: " أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله "٣.

(١) أي إذا ضعف داعي الإيمان أحب دنياه وأحب لها، وآخى لأجلها، وهذا هو الغالب على أكثر الخلق؛ فإنك لا تجد غالبهم إلا وهو يقدم محبة دنياه، ويؤثر ما يهواه على ما يحبه الله ورسوله، وإذا كانت البلوى قد عمت بهذا في زمن ابن عباس خير القرون، فما زاد الأمر بعد ذلك إلا شدة، حتى وقعت الموالاة على الشرك والبدع والفسوق والعصيان، ووقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من غربة الإسلام، وأنه سيعود غريبا كما بدأ.

(٢) أي لا ينفعهم بل يضرهم، كما قال تعالى: {الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} ٤.

(٣) وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم الجملة الأولى منه فقط.

(٤) أي الوصل التي كانت بينهم في الدنيا، يتواصلون بها ويتحابون بها، تقطعت بهم، وخانتهم أحوج ما كانوا إليها، وصارت عداوةً يوم القيامة، وتبرأ بعضهم من بعض، ولعن بعضهم بعضا، كما قال تعالى: {إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ} ٥. وأول الآية: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا} ٦. فالمتبعون كانوا =


١ سورة البقرة آية: ١٦٦.
٢ أحمد (٣/٤٣٠) .
٣ مسلم: فضائل الصحابة (٢٥٠٤) , وأحمد (٥/٦٤) .
٤ سورة الزخرف آية: ٦٧.
٥ سورة العنكبوت آية: ٢٥.
٦ سورة البقرة آية: ١٦٦.

<<  <   >  >>