للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووالى في الله وعادى في الله (١) ، فإنما تنال ولاية الله بذلك (٢) ، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك (٣) ،

ــ

= به وعصاه، لارتكابه ما يسخط الله، وإن كانوا أقرب الناس إليه، كما قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ} ١ الآية.

(١) والى بالمحبة والنصرة بحسب القدرة، وعادى من كان عدوا لله ممن أشرك به وكفر وظاهر بالمعاصي، وهذا والذي قبله من لوازم محبة العبد لله، فمن أحب الله أحب فيه ووالى أولياءه وعادى أهل معصيته وأبغضهم، وكلما قويت محبة العبد لله في قلبه قويت هذه الأعمال المترتبة عليها، وبكمالها يكمل توحيد العبد، وبضعفها يضعف، وهذه المراتب الأربع هي ثمرة الإيمان ودعائم الملة.

(٢) أي توليه لعبده، والولاية بفتح الواو وتكسر المحبة والنصرة، وبالكسر الإمارة، والمراد هنا الأولى. وأخرج أحمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله، فإذا أحب لله وأبغض لله فقد استحق الولاية لله " ٢.

(٣) أي لا يحصل له ذوق الإيمان ولذته وسروره والفرح به، وإن كثرت عبادته حتى يكون كذلك، أي حتى يحب في الله ويبغض في الله، ويعادي في الله ويوالي في الله، قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ٣. وفي حديث أبي أمامة مرفوعا: " من أحب في الله وأبغض في الله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان " ٤ رواه أبو داود، وللترمذي من حديث معاذ =


١ سورة المجادلة آية: ٢٢.
٢ أحمد (٣/٤٣٠) .
٣ سورة يونس آية: ٥٨.
٤ أبو داود: السنة (٤٦٨١) .

<<  <   >  >>