للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله (١) ، أشعث رأسه (٢) ، مغبرة قدماه (٣) ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة (٤) ،

ــ

(١) طوبى اسم الجنة، وقيل شجرة فيها، لما روى أحمد من حديث أبي سعيد: " قال رجل: يا رسول الله وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة، مسيرة مائة سنة، ثياب أهل الجنة تخرج من أكامها " ١. وروى ابن جرير وغيره عن وهب: أن في الجنة شجرة يقال لها طوبى، يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، وقيل: طوبى فرح وقرة عين، وقيل غبطة، وقيل حسنى، و "عنان" بكسر العين سير اللجام، لما ذكر حال من سخطه ورضاه لأطماع الدنيا، إن حصلت رضي وإن لم تحصل سخط، قاطعا النظر عن رضى الله وسخطه، حتى صار عبدا لتلك، بين حال عبد الله الصادق، الساعي في مراضي الله، والمبتعد عن مساخطه، ولو كان في ذلك مشقة النصب والتعب، فقال: " طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله " الخ أي ملازمها في جهاد المشركين، قال -عليه الصلاة والسلام-: " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ودينه هو الظاهر فهو في سبيل الله "٢.

(٢) أشعث صفة لعبد، مجرور بالفتحة؛ لأنه اسم لا ينصرف للوصف ووزن الفعل، ورأسه مرفوع على الفاعلية، أي هو ثائر الشعر، أشغله الجهاد في سبيل الله عن التنعم بالادهان وتسريح الشعر.

(٣) مغبرة بالجر صفة ثانية لعبد، أي من الغبار والتراب، بخلاف المترفين المتنعمين.

(٤) الحراسة بكسر الحاء، أي إن كان في حماية الجيش عن أن يهجم العدو عليهم فهو فيها، غير مقصر ولا غافل.


١ الترمذي: الفتن (٢١٨٠) , وأحمد (٥/٢١٨) .
٢ مسلم: الإيمان (٥٠) , وأحمد (١/٤٥٨ ,١/٤٦١) .

<<  <   >  >>