للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فنزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} ١ " الآية (١) . وقيل: " نزلت في رجلين اختصما، فقال أحدهما: نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف (٢) .

ــ

= منهم، وحضه على جهادهم، فقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} ٢.

(١) ولابن جرير وغيره في سبب نزولها، تفاخرت النضير وقريظة، فدخلوا المدينة إلى أبي برزة الكاهن الأسلمي، وذكر القصة. وأبو برزة هذا غير أبي برزة الصحابي.

(٢) يهودي من طيئ من بني نبهان، وأمه من بني النضير، وكان شديد العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم والأذى له، وقد خرج اللعين إلى مكة يحرض على قتاله صلى الله عليه وسلم، ويرثي قتلى بدر لقريش، ويفضل دين الجاهلية على دين الإسلام، ولما رجع إلى المدينة أخذ ينشد الأشعار، يهجو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم، فانتقض بذلك عهده، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " "من لي بكعب بن الأشرف؛ فإنه قد آذى الله ورسوله فقال محمد بن مسلمة: أتحب أن أقتله؟ قال: "نعم" قال: فأذن لي أن أقول له شيئا، قال: "قل"، فأتاه فقال له: إن هذا الرجل قد سألنا الصدقة، وإنه قد عنانا، قال: وأيضا والله لتملنه، قال: إنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه، وقد أردنا أن تسلفنا، قال: نعم أرهنوني نساءكم، ثم قال: أبناءكم، ووعده أن يرهنه الأمة، فواعده أن يأتيه ليلا، فأتاه هو وأبو نائلة، ومعهما عباد ابن بشر وأبو عبس، فنزل إليهم، فقالت، له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟ وفي =


١ سورة النساء آية: ٦٠.
٢ سورة التوبة آية: ٧٣.

<<  <   >  >>