للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقولون: لولا فلان لم يكن كذا (١) . وقال ابن قتيبة: يقولون هذا بشفاعة آلهتنا (٢) .

وقال أبو العباس بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه أن الله قال: " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر " الحديث. وقد تقدم (٣) : ((وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به)) (٤) .

قال بعض السلف: هو كقولهم: كانت الريح طيبة والملاح حاذقا (٥) ،

ــ

(١) قال: إنكارهم إياها أن يقول الرجل: لولا فلان لم يكن كذا وكذا، ولولا فلان ما أصبت كذا وكذا. رواه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، وهذا يتضمن قطع إضافة النعمة عمن لولاه لم تكن؛ فإنه –سبحانه- هو وحده المنعم على الحقيقة.

(٢) أي أن الكفار إذا قيل لهم: من رزقكم؟ أقروا بأن الله هو الذي يرزقهم، ثم ينكرونه بقولهم: رزقنا ذلك بشفاعة آلهتنا، وهذا يتضمن الشرك، مع إضافة النعم إلى غير وليها، والآية تعم ما ذكره العلماء في معناها. وابن قتيبة: هو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري قاضي دينور، النحوي اللغوي صاحب التصانيف البديعة المشهورة، روى عن إسحق بن راهويه وجماعة، وتوفي سنة ٢٧٦هـ.

(٣) أي في باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء.

(٤) يعني مثل قوله: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} ١،: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} ٢. وخبر: " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ". وما قاله بعض السلف.

(٥) أي ماهرا في صنعته، وهو صاحب السفينة، سمي بذلك لملازمته الماء الملح، ومعناه أن الله إذا أجرى السفينة وسلمها، نسبوا ذلك إلى الريح والملاح، =


١ سورة الواقعة آية: ٨٢.
٢ سورة النحل آية: ٨٣.

<<  <   >  >>