قال ابن عباس في الآية: الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل (١) ، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلانة وحياتي (٢) ، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص (٣) ، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص (٤) ، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت (٥)
ــ
= ويؤدي غلته إلى غير سيده، فأيكم يسره أن يكون عبده كذلك، وإن الله خلقكم ورزقكم، فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا " ١. وهذه الآية دالة على توحيد الله بالعبادة، وقد استدل بها كثير من المفسرين على وجود الصانع، وهي دالة على ذلك بطريق الأولى، والآيات الدالة على هذا المقام كثيرة جدا.
(١) الصفا الحجر الأملس، ذكر ما مثل به من الشرك؛ لخفائه على الأكثر حتى لا يكاد يفطن له، ولا يعرفه إلا القليل، وضرب المثل لخفائه بما هو أخفى شيء، أي أنه أخفى من دبيب النمل الأسود على الصفا الأسود في ظلمة الليل الأسود، وهذا يدل على شدة خفائه على من يدعي الإسلام، وعسر التخلص منه.
(٢) أي من الشرك الحلف بغير الله كالحلف بحياة المخلوق، والحلف بالمخلوق شرك.
(٣) وفي بعض الأصول: كلبة، وهي واحدة الكلاب، وهي ما تتخذ لحفظ المواشي وغيرها، واللصوص: السراق جمع لص ويثلث.
(٤) البط: من طير الماء، الإوز، واحدته بطة، يتخذ في البيوت، فإذا دخلها غير أهلها استنكره وصاح، والواجب نسبة ذلك إلى الله، فهو الذي يحفظ عباده، ويكلؤهم بالليل والنهار.