للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقول الرجل: لولا الله وفلان. لا تجعل فيها فلانا (١) ، هذا كله به شرك. رواه ابن أبي حاتم (٢) . وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله قال: " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك (٣) "١.

ــ

(١) أي لا تجعل في مقالتك فلانا، بل لولا الله وحده. ولا تقل: لولا الله وفلان. قال الشارح: ثبت بخط المصنف فلان بلا تنوين.

(٢) أي هذا كله شرك بالله تعالى، وقد وقع هذا اليوم على ألسن كثير ممن لا يعرف التوحيد ولا الشرك، فيجب التنبه لهذه الأمور؛ فإنها أكبر الكبائر، وهذا من ابن عباس - رضي الله عنهما - تنبيه بالأدنى من الشرك على الأعلى، وتقدم تفسيره للآية أيضا.

(٣) وفي رواية: " فقد كفر ". وفي رواية: " فقد أشرك ". والصواب عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، وورد مثل هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه بهذا اللفظ، والشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد، وهو الكفر بالله، وقد يفرق بينهما، فيخص الشرك بقصد الأوثان وغيرها من المخلوقات مع الاعتراف بالله، فيكون الكفر أعم. وما أورده المصنف يحتمل أن يكون شكا من الراوي، ويحتمل أن تكون أو بمعنى الواو، فيكون قد كفر وأشرك، كما جاء مصرحا به عند أحمد: " فقد كفر وأشرك ". ويكون من الكفر الذي هو دون الكفر الأكبر، كما قال الجمهور: لا يكفر كفرا ينقل عن الملة، لكنه من الشرك الأصغر، كما نص عليه ابن عباس وغيره. لكن ما يفعله عباد القبور، وهو ما إذا طلب منهم اليمين بالله أسرعوا، وإذا طلب منهم اليمين بالشيخ أو حياته ونحوه لم يقدم أحدهم عليه إن كان كاذبا، فهذا شرك أكبر بلا ريب؛ لأنه صار المحلوف به عنده أخوف وأجل وأعظم من الله عز وجل وهذا =


١ الترمذي: النذور والأيمان (١٥٣٥) , وأبو داود: الأيمان والنذور (٣٢٥١) , وأحمد (٢/٣٤ ,٢/٦٩ ,٢/٨٦ ,٢/١٢٥) .

<<  <   >  >>