فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت (١) . قال: ثم إنه أتى الأعمى في صورته وهيئته (٢) ، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك وأعطاك المال شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت، ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عز وجل (٣) . فقال: أمسك عليك مالك، فإنما ابتليتم (٤) ، فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك ". أخرجاه (٥) .
ــ
(١) أي إلى ما كنت عليه قبل من القرع والفقر.
(٢) وهي أنه أعمى فقير.
(٣) أي لا أشق عليك في رد شيء تأخذه أو تطلبه من مالي. ولفظ البخاري: " لا أحمدك " بالحاء المهملة والميم، أي على ترك شيء أو أخذ شيء مما تحتاج إليه من مالي، ويحتمل: لا أطلب منك الحمد أي لا أمتن عليك.
(٤) يعني أنت ورفيقاك، والمعنى اختبرتم هل تذكرون سوء حالتكم، وتشكرون نعمة ربكم عليكم أولا؟.
(٥) أي البخاري ومسلم وهذا لفظه، فالأعمى اعترف بنعمة الله عليه، ونسبها إلى من أنعم عليه بها، وأدى حق الله فيها، فاستحق الرضى من الله بقيامه بشكر النعمة، لما أتى بأركانها الإقرار بها، ونسبتها إلى المنعم، وبذلها فيما يحب، وكفر =