للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيرا فأعطاك الله عز وجل المال (١) ؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر (٢) ، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت (٣) . قال: ثم إنه أتى الأقرع في صورته (٤) ، فقال له مثل ما قال لهذا (٥) ، ورد عليه مثل ما رد عليه هذا (٦) ،

ــ

(١) استفهام توبيخ، يذكره ما كان عليه من قبل، وما أنعم الله به عليه، ليعترف لله.

(٢) نصب كابرا بنزع الخافض، أي ورث هذا المال من كبير، ورثه عن كبير آخر في الشرف، فجحد نعم الله عليه مع قرب تجددها، ومع تصريح السائل الخبير، بما وجب عليه لها من الشكر الذي هو أعظم الأسباب في هذه النعم، ومع شدة حاجة السائل، فلم يقر لله بنعمة، ولم ينسبها إليه، ولا أدى حقه فيها، فحل عليه السخط، لمبالغته في جحد النعمة وكفر مسديها.

(٣) أي ردك الله إلى ما كنت عليه سابقا من البرص والفقر، أو رده بلفظ الماضي مبالغة في الدعاء عليه.

(٤) لم يقل وهيئته اختصارا أو اكتفاء.

(٥) أي قال للأقرع مثل ما قاله للأبرص، رجل مسكين وابن سبيل، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك الشعر الحسن، والجلد الحسن، بقرة أتبلغ بها في سفري.

(٦) أي كرد الأبرص على هذا السائل بقوله: الحقوق كثيرة، فقال له الملك: ألم تكن أقرع يقذرك الناس، فقيرا فأعطاك الله المال؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر.

<<  <   >  >>