قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته (١) ، فقال: رجل مسكين وابن سبيل (٢) ، قد انقطعت بي الحبال في سفري (٣) ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك (٤) ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن والمال، بعيرا أتبلغ به في سفري (٥) ، فقال: الحقوق كثيرة (٦) .
ــ
(١) أي أتى الملك في صورة الأبرص التي كان عليها أولا لما اجتمع به، وهو كونه أبرص فقيرا ترقيقا لقلبه، وإنما ذكره حالته الأولى ليكون أبلغ في إقامة الحجة عليه.
(٢) رجل خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا.
(٣) الحبال بالحاء المهملة والباء الموحدة أي أسباب المعيشة في سفري، وقيل الطريق. وفي رواية لمسلم: بالياء المثناة التحتية جمع حيلة، أي لم يبق لي حيلة أراد أنك كنت هكذا، وليس بتعريض بل هو تصريح على وجه ضرب المثال والإيهام أنه صاحب القصة؛ ليتيقظ المخاطب كما أوهم الملكان داود أنهما صاحبا القصة.
(٤) أي فلا وصول لي إلى مرادي إلا بالله سبحانه ثم بك، إظهارا لشدة حاجته إليه.
(٥) بعيرا منصوب بمحذوف تقديره: أسألك بالذي إلخ، يعني أطلب منك بعيرا أتبلغ به أي أتوصل به، من البلغة وهي الكفاية. وفي البخاري:"أتبلغ عليه" أي أتوصل عليه إلى مرادي، عدد عليه ما أنعم الله به عليه ليكون أرق له.
(٦) أي حقوق المال كثيرة علي، ولا أقدر على أدائها، أو حقوق المستحقين كثيرة فلا يحصل لك بعير، وهو إنما أراد دفعه، وليس بصادق.