للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم حملت فأتاهما فذكر لهما، فأدركهما حب الولد (١) ، فسمياه عبد الحارث. فذلك قوله تعالى {جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} ١. رواه ابن أبي حاتم (٢) .

وله بسند صحيح عن قتادة قال: شركاء في طاعته، ولم يكن في عبادته (٣) .

وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله تعالى: {لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً} ٢ قال: أشفقا أن لا يكون إنسانا (٤) ، وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما (٥) .

ــ

(١) أي حب سلامة الولد وهذا من الامتحان؛ فإن الإنسان لا عزم له، وإن عاين ما عساه أن يعاين من الآيات إلا بتوفيق الله، فإن الطبيعة البشرية تغلب عليه.

(٢) ورواه غيره عنه، وعن غيره بنحوه.

(٣) أي أنهما أطاعاه في التسمية، لا أنهما أطاعاه في العبادة. قال المصنف: ((وفيه أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها)) .

(٤) أي خافا أن لا يكون الولد إنسانا، بل خافا أن يكون بهيمة، أو غير تام الخلقة، وكانت عائشة - رضي الله عنها - إذا بشرت بالمولود لم تسأل أذكر هو أم أنثى، بل تسأل عن خلقته، هل هو ولد سوي أو لا؟ وفيه أن هبة الله للرجل البنت السوية من النعم.

(٥) أي ذكر ابن أبي حاتم معنى قول مجاهد عن الحسن البصري وسعيد بن جبير وغيرهما من التابعين كالسدي وغيره، وذكره غيره عن غير واحد من الصحابة والتابعين. وقال ابن كثير: كأن أصله - والله أعلم - مأخوذ من أهل الكتاب، وأما نحن فعلى مذهب الحسن في هذا، وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء، =


١ سورة الأعراف آية: ١٩٠.
٢ سورة الأعراف آية: ١٨٩.

<<  <   >  >>