= تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة، فإنك إذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وما بعده تبين لك معنى قول لا إله إلا الله، وتبين لك خطأ المغرورين، وفيه أن الأنبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا إله إلا الله، والتنبيه لرجحانها بجميع المخلوقات، مع أن كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه، وفيه أنك إذا عرفت حديث أنس عرفت أن قوله في حديث عتبان:" إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " ١ أن ترك الشرك ليس قولها باللسان فقط، فمغفرة الذنوب مشروطة بالسلامة من الشرك قليله وكثيره، فالذي لا يسلم من الأكبر لا تنفعه أصلا، والذي مات ومعه الأصغر تضعف معه، فلا يقوى قولها على تكفير السيئات، والذي معه البدع والمعاصي ينقص ثوابها.
١ البخاري: الأطعمة (٥٤٠١) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٣٣) .