للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم (١) ، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته "١ (٢) . قال إبراهيم: ((كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار)) (٣) .

ــ

= كثير ممن ينتسب إلى العلم يدعون إلى البدع والشرك، ويبدع من ينكر ذلك ويكفر، ولكن لا تزال بحمد الله طائفة على الحق منصورة، تقوم بها الحجة على خلقه إلى قيام الساعة.

(١) صرح في هذا الحديث أن خير القرون ثلاثة من غير شك.

(٢) فيه الإشارة إلى التسارع في الشهادة واليمين، لضعف الإيمان، والرغبة في الدنيا، وكثرة المعاصي والذنوب، فيخف أمر اليمين والشهادة عنده تحملا وأداء، لقلة خوفه من الله، وعدم مبالاته بذلك، وهذا من أعلام النبوة فإنه قد وجد ذلك.

(٣) إبراهيم هو النخعي، ولعل مراده أصحاب عبد الله بن مسعود، كما هي عادته في النقل عنهم، وهكذا حال السلف الصالح، محافظة منهم على الدين الذي أكرمهم الله به، فلا يتركون شيئا مما يكره إلا أنكروه، وفيه تمرين الصغار على طاعة ربهم، ونهيهم عما يضرهم، وفعلهم ذلك إنما هو لئلا يعتادوا إلزام أنفسهم بالعهود وهي الأيمان، لما يلزم الحالف من الوفاء، وربما أثم وكذا الشهادة، فإنه إذا اعتادها حال صغره سهلت عليه، فربما أداه ذلك إلى التساهل حال كبره، فإن من شب على شيء شاب عليه.


١ البخاري: المناقب (٣٦٥١) , ومسلم: فضائل الصحابة (٢٥٣٣) , والترمذي: المناقب (٣٨٥٩) , وابن ماجه: الأحكام (٢٣٦٢) , وأحمد (١/٣٧٨ ,١/٤١٧ ,١/٤٣٤ ,١/٤٣٨ ,١/٤٤٢ ,٤/٢٦٧ ,٤/٢٧٦ ,٤/٢٧٧) .

<<  <   >  >>