للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أوصاه بتقوى الله تعالى ومن معه من المسلمين خيرا (١) ، فقال: اغزوا بسم الله في سبيل الله (٢) ، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا (٣) ،

ــ

= ونحوها، فإن كثر فهو الجيش، سميت سرية لأنها تسري في الليل غالبا ويخفى ذهابها، وبريدة هو ابن حصيب الأسلمي تقدم، وهذا الحديث من رواية ابنه سليمان عنه.

(١) أي أوصاه في خاصته بتقوى الله، أي بالتحرز بطاعته من عقوبته، وهي كلمة جامعة يدخل فيها فعل جميع الطاعات، واجتناب المحرمات، وأوصاه أيضا بمن معه من المسلمين أن يفعل معهم خيرا من الرفق بهم، والإحسان إليهم، وخفض الجناح لهم، وترك التعاظم عليهم، وتعريفهم ما يحتاجون إليه في غزوهم، وما يحرم عليهم وما يكره.

(٢) أي اشرعوا في فعل الغزو مستعينين بالله مخلصين له، فتكون الباء في "بسم الله" هنا للاستعانة بالله، والتوكل عليه. و "في سبيل الله" أي طاعته كما في الراوية الأخرى. وفي الحديث: " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، ودينه هو الظاهر، فهو في سبيل الله " ١.

(٣) هذا العموم شمل جميع أهل الكفر المحاربين وغيرهم، وقد خصص من له عهد، وكذا الرهبان والنسوان ومن لم يبلغ الحلم؛ لأنه لا يكون منهم قتال غالبا، فإن حصل منهم قتال أو تدبير قتلوا.

(٤) كرر الأمر بالغزو اهتماما بأمره، ونهى عن الغلول، وهو الأخذ من الغنيمة من غير قسمة لها، وقد قال تعالى: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ٢. وقال - عليه الصلاة والسلام -: " الغلول عار ونار يوم القيامة "٣. ولا خلاف في تحريمه.


١ البخاري: العلم (١٢٣) , ومسلم: الإمارة (١٩٠٤) , والترمذي: فضائل الجهاد (١٦٤٦) , والنسائي: الجهاد (٣١٣٦) , وأبو داود: الجهاد (٢٥١٧) , وابن ماجه: الجهاد (٢٧٨٣) , وأحمد (٤/٣٩٢ ,٤/٣٩٧ ,٤/٤٠١ ,٤/٤٠٥ ,٤/٤١٧) .
٢ سورة آل عمران آية: ١٦١.
٣ مالك: الجهاد (٩٩٤) .

<<  <   >  >>