للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا تغدروا، ولا تمثلوا (١) ، ولا تقتلوا وليدا (٢) ، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خلال - أو خصال - (٣) : فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم (٤) ، ثم ادعهم إلى الإسلام (٥) ،

ــ

(١) تغدروا بكسر الدال أي لا تنقضوا العهد، والتمثيل التشويه بالقتيل، كجدع أنفه وأذنه ونحو ذلك من العبث به.

(٢) الوليد المولود والصبي والعبد، وكذا النساء والرهبان، لأنهم لا يقاتلون، فإن قاتلوا قتلوا كما تقدم.

(٣) شك من الراوي ووزنهما ومعناهما واحد، ويفسر أحدهما بالآخر.

(٤) أية منصوب بأجابوا، أي فإلى أيتهن أجابوك فاقبل منهم، كما تقول: جئتك إلى كذا وفي كذا، فيعدى إلى الثاني بحرف الجر.

(٥) كذا وقعت الرواية في جميع نسخ صحيح مسلم بزيادة: "ثم"، وذكر غير واحد أن الصواب إسقاطها كما في سنن أبي داود، وكتاب الأموال لأبي عبيد وغيرهما؛ لأن ذلك هو تفسير الثلاث الخصال لا غيرها، والابتداء بثم يوهم ابتداء بغير الثلاث الخصال المذكورة في الحديث. وقال المازري: دخلت لاستفتاح الكلام، وفيه دلالة لما ذهب إليه مالك من الجمع بين الأحاديث في الدعوة، فإنه قال: لا يقاتل الكفار قبل أن يدعوا، ولا تلتمس غرتهم إلا أن يكونوا قد بلغتهم الدعوة، فيجوز أن تؤخذ غرتهم، وصححه الشارح وغيره؛ لأن فائدة الدعوة أن يعرف العدو أن المسلمين لا يقاتلون للدنيا، ولا للعصبية، وإنما يقاتلون للدين، فإذا علموا بذلك أمكن أن يكون سببا إلى انقيادهم إلى الإسلام، بخلاف ما إذا جهلوا مقصود المسلمين، فقد يظنون أنهم إنما يقاتلون للملك أو الدنيا، فيزيدون عتوا وعنادا وبغضا.

<<  <   >  >>