للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله سبحان الله" (١) . فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه (٢) ، ثم قال: "ويحك أتدري ما الله (٣) ؟ إن شأن الله أعظم من ذلك (٤) ؛ إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه " (٥) .

ــ

= أن يستجاب له، لا بأس أن يطلب منه أن يدعو للسائل، وقد " قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر: " لا تنسنا من صالح دعائك " ١. وأما بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فلا يجوز طلب ذلك منه صلى الله عليه وسلم لاستحالة ذلك منه.

(١) لفظه فقال: "ويحك أتدري ما تقول" وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي سبح الله كثيرا وعظمه، لأن هذا القول لا يليق بالخالق سبحانه وبحمده، وهكذا كان يسبح إذا استعظم أمرا أو يكبر أو يهلل.

(٢) أي عرف الغضب في وجوه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع من الأعرابي هضمه لجناب الربوبية.

(٣) ويح كلمة تقال للزجر أو للرحمة، واستعملتها العرب بمعنى التعجب والتوجع، لا تريد بها إيقاع الهلكة، وفيه إشارة إلى قلة علمه بعظمة الله وجلاله.

(٤) أي من أن يستشفع به إلى أحد من خلقه، قال الشافعي: إنما يشفع عند من هو أعلى منه، فهذا من أعظم النقص برب العالمين، فلذلك استعظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(٥) ولفظه: " ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك " فهو رب كل شيء ومليكه، والخير كله بيده، لا مانع لما أعطى، ولامعطي =


١ الترمذي: الدعوات (٣٥٦٢) , وأبو داود: الصلاة (١٤٩٨) , وابن ماجه: المناسك (٢٨٩٤) , وأحمد (١/٢٩) .

<<  <   >  >>